ما مدى العلاقة بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية؟
سؤال مهم ، و الجواب عليه قد يطول لكني سأختصر بقدر استطاعتي بما لا يشوه الشرح.
يعتقد الكثير من الناس أن الأمراض النفسية تظهر على شكل أعراض نفسية فقط ، هذا الكلام غير صحيح ، فالعلاقة بين الأمراض العضوية و النفسية متشابكة إلى حد كبير ، بعض الأمراض العضوية تؤدي بالنتيجة إلى مرض نفسي و أذكر على سبيل المثال مرض التليف العضلي فهو مرض يبدأ بتليف عضلة و يؤدي للإكتئاب كذلك هو الحال في قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية. وبالعكس قد تؤدي بعض الأمراض النفسية إلى أمراض عضوية و أذكر على سبيل المثال متلازمة القولون المتهيج أو الصداع التوتري أو الآم المعدة و المفاصل و الظهر، هناك الكثير من الأمراض النفسية التي تعبر و تفصح عن نفسها بأعراض عضوية بما يسمى علمياً بالأعرض التحويلية الانشقاقية أو الهستيريا و نذكر على سبيل المثال : الإقياء ذو المنشأ النفسي وقد تصل إلى أبعد من ذلك بكثير فقد يحدث عمى أو شلل أو خرس .. دعنا نلخص ما قلناه : الأمراض النفسية تظهر بإحدى ثلاث اشكال: فإما أن يأتي المريض و يحمل الكثير من الأعراض النفسية فقط دون وجود أعراض جسدية ، أو ان يأتي و هو يعاني الكثير من الأمراض العضوية (ألم ظهر، قولون ، إقياء الخ ) دون أن يرافقها أعراض نفسية مما يجعلعهم يعتقدون أن السبب هو مرض عضوي. الحالة الثالثة تجمع الحالتين السابقتين حيث يأتي المريض بأعراض نفسية و جسدية مثل أن يأتي و هو يعاني من القلق مع خفقان في القلب، لكن دعنا لا نفتح الباب على مصراعيه لنقول أن كل الأمراض سببها نفسي المنشأ، هناك أمراض سببها عضوي و لها الأولوية في الفحص و التشخيص و عندما نبحث في الأسباب الجسدية و لانجد السبب هنا لا بد من البحث في الأسباب النفسية . بالنسبة للاختصاصي الخبير يستطيع التفرقة بين العرض التحويلي الإنشقاقي (النفسي) و بين المرض العضوي ، ن ضرب على سبيل المثال شخص فقد صوته هنا قد يطلب منه الاختصاصي أن يسعل فإذا نجح بهذه المهمة فالسبب هنا انشقاقي نفسي لأن الحبال الصوتية تتأذى في حالة فقدان الصوت و المنشأ العضوي.